لا تشتكي يا صديقي
لا تشتكي يا صديقي، فحتى ان سمع إليك الناس فمع الوقت سيملوا هرائك … الحياة قاسية بطبيعة حالها وجميعنا نعلم ذلك … ولا أحد سيهتم حقاً للمصائب التي تحدث لك .. ربما سيهتمون في بداية الأمر ويتعاطفون معك ولكن بالخاتمة ستتحول المصائب التي تحدث لك الى قصص يستمعون لها دون تأثر أو إبْدَاءً اي شعور بالأهتمام مثل قصص قبل النوم التي يستمعون إليها من أجل التسلية.
لا تشتكي فالشكوي مرض أن أصبت به سيسطرعليك ويتملكك كما يتملك داء السرطان الخبيث من المريض ويبدأ بإهلاك جسمه تدريجياً دون أن يشعر.
لا تشتكي فالشكوي فستشعرك بالعجز وتخير من قواك حتى وأن كان مازال لديك قوة أو قدرة على إدارة الأزمة.
لا تشتكي فالشكوي ستجعلك تشعر دائماً انك موضع الضحية وأن كل المصائب التي تحدث لك هي مؤامرة صهيوأمريكية أن العالم كله يتكابل ضدك.
لا تشتكي فالشكوي مرض معدي ينتشر بين الأفراد كالنار فالهشيم.
لا تشتكي فلا أحد يحب الشكائين وسينفر الجميع تدريجياً منك، وسيتخلى أقرب الناس عنك.
لا تشتكي فالشكوي تضعك موقف الضعيف، وتضع كل من تشتكي له موقف القوة لينصب نفسه دون أن تدرك مرشداً ونصوحاً لك.
لا تشتكي فالشكوي لن تغير من الواقع البائس الذي تعاني منه.
لا تشتكي فالشكوي ستغرز بداخلك شعور بالضعف سيتملكك ويمنعك من تغيير ما يمكن تغييره وحتى وأن كنت مازلت قادراً على إحداث تغيير.
لا تشتكي لمخلوق فلا أحد يأبه بحالك وحتى أقرب المقربين، لن ينفعك أحدهم في الحياة إلا نفسك.
لا تشتكي فالشكوي لغير الله مذلة.
ولا تشتكي يا صديقي فرب ضارةٍ نافعة.
رائع جدا
مقال ممتاز وحاسه بيعبر عني